مشكلة التلوث بالمبيدات الزراعية

المبيدات الكيمياوية

بهدف القضاء على الحشرات أو الفئران وغيرها فقد حاول الإنسان منذ القدم إطلاق دخان من خلال اشعال النار أو استعمال محاليل ملحية لقتل الحشرات على النباتات، إلا أنها لم تكن محاولات مجدية ، ولحين حلول منتصف القرن العشرين ، حين بدأت مركبات كيمياوية معقدة التركيب بالظهور منتجة صناعياً بهدف مكافحة الآفات الزراعية أو ذات الأهمية الصحية، وبدأت معها مبيدات الفترة أو الحقبة الأولى وصارت تعرف اليوم بهذا الأسم ، وبدأت بعدها بعقدين من الزمن محاولات حماية البيئة  بعد الإنتباه الى  آثارها الجانبية الضارة

أن حاجة الإنسان إلى المواد الكيمائية للقضاء على الآفات التي تصيب مزروعاته ليست وليدة القرن العشرون فقد ورد استعمال الزرنيخ للقضاء على الآفات الزراعية في بعض المخطوطات التي تركها العالم اليوناني القديم بليني عام 70 ق.م
المبيدات هي مركبات سامة يستخدمها الإنسان للقضاء على الآفات التي تضر بمزروعاته أثناء الزراعة أو بعد الحصاد أو تضر بحيوانات الإنتاج الحيواني كالأغنام والأبقار، والآفات في هذا المجال على عدة أنواع كما موضح أهمها في الشكل، ولذلك فالمبيدات هي مركبات ضرورية لا غنى عنها اليوم نظراً للحاجة الملحة إلى الغذاء، ويمكن التوقي من أضرارها من خلال الاستخدام الصحيح لها

تقسيم المبيدات الكيمياوية 

تقسم المبيدات إلى مجاميع ويعتمد التقسيم العام لها على الغاية من استعمالها (أي الكائنات التي تقضي عليها) كأن يقال مبيدات حشرية ومبيدات ادغال ومبيدات فطرية الخ.

أما علمياً فتقسم إلى مجاميع حسب تركيبها الكيمياوي مثل المبيدات الكلورية العضوية، الفسفورية العضوية وغيرها

ساهمت المبيدات  في القضاء على العديد من الأوبئة ولها فضل أيضاً في توفير حاصلات زراعية متزايدة لسد

حاجة ملايين البشر ، لكن الاتجاه المتزايد لاستعمالها في الستينات والسبعينات كان قد سبب مشكلة أخرى هي التلوث البيئي، وكانت المبيدات الكلورية العضوية أو مبيدات الحقبة الأولى هي من أكثر المبيدات شيوعاً في البيئة بسبب بطيء تحللها، فقد أمكن تشخيصها في جميع عناصر البيئة، وفي أجسام الحيوانات وفي الأنسان أيضاً، وتعود أسباب ذلك إلى ما يلي 


 ميلها الشديد للذوبان في الدهون
 
 بطيء عمليات تحللها وقد بلغ انتشارها أنها شخصت في أجسام حيوانات القطب الشمالي وفي الأسماك البحرية والأحياء المائية عموماً

بداية المعركة ضد المبيدات

في عام 1963 نشرت كاتبة صحفية أمريكية تدعى راشيل كارسون كتاباً صغير الحجم أسمته " الربيع الصامت  عرضت فيه بأسلوب شيق ولكن علمي،  حقيقة علمية مفادها أن تزايد استخدام المبيدات في عموم أنحاء العالم سيؤدي إلى القضاء على كافة أشكال الحياة في البرية … وسيأتي اليوم الذي يكون فيه الربيع صامتاً ليس فيه تغريد طيور ولا حتى نقيق ضفادع ، أي بعبارة أخرى فأن استعمال المبيدات بالشكل الذي كان شائعاً آنذاك كان سيؤدي هلاك جميع الطيور والحيوانات الأخرى بسبب استمرار رش المبيدات في الحقول والمزارع فضلاً عن الخطورة المحتملة على الإنسان. وقد كان لهذا الكتاب وقع لا مثيل له،  فتركزت الجهود على التحول في صناعة المبيدات إلى مركبات أقل خطراً وأكثر أماناً للبيئة

التأثيرات الصحية للمبيدات
المبيدات متنوعة  التأثير والسمية  ولكن بصورة عامة يمكن القول أن تأثيرات المبيدات
 الصحية تعتمد على الجرعة وطول الفترة الزمنية وهي تشمل تأثيرين وكما يلي

 أولاً التسمم الحاد 

 التسمم  الحاد أو المفاجئ بالمبيدات والذي يحدث عن طريق  الخطأ، مثل وضع المبيدات في قناني المشروبات الغازية أو قناني الأدوية وشربها من قبل شخص آخر أو أشخاص آخرين يجهلون ذلك فيقعون ضحية للمبيدات 

ثانياً التسمم طويل الأمد

 التأثير طويل الأمد للمبيدات على الأنسان بسبب التعرض إلى جرع واطئة منها في الغذاء اليومي أو المياه أو غيرها ، فتشمل تأثيرات خطيرة قد تصل إلى حد التأثيرات المسرطنة  أو تأثيرات مطفرة  أو تأثيرات مسببة للتشوهات الخلقية هذا بالأضافة إلى تأثيرات أخرى لا تقل خطورة أو أهمية مثل العقم وأنخفاض الخصوبة الجنسية.

التأثيرات البيئية للمبيدات

 من التأثيرات الشهيرة للمبيدات على الأحياء  المائية هي ملاحظة حالة موت الأسماك الجماعي نتيجة لتصريف مياه فضلات صناعية حاوية على المبيدات أو بسبب حادث تلوث عرضي بتسرب مبيدات إلى المصادر المائية


 تختلف التأثيرات على الأحياء ، بأختلاف نوع  الكائن الحي ما بين أحياء مائية أو أحياء برية. طيور أو حشرات أو زواحف أو قوارض وهكذا ، كما  تختلف التأثيرات حسب أختلاف العمر للنوع الواحد ، هذا فضلاً عن اختلافات أخرى مثل الحالة التغذوية والحالة العامة للحيوان أثناء التعرض .

---

أولاً التسمم الحاد  ثانياً التسم التأثيرات البيئية للمبيدات