وادخال اراضي جديدة في القطاع الزراعي يتطلب تقدير الاحتياجات المائية اللازمة لري المحاصيل المختلفة التي ستزرع فيها ومقارنتها بالمصادر المائية المتوفرة. وفي الظروف المناخية الجافة وشبه الجافة مثل مناخ العراق التي تتسم عادة بشحة الأمطار وقلة مياه الري فالضرورة تتطلب استغلال المياه المتوفرة استغلالا فعالا وكفؤا . كما إن تعيين الاستهلاك المائي للمحاصيل المختلفة هو المرحلة الأولى والمهمة التخطيط الادارة المثلى للمياه المتوفرة وترشيدها وتعتبر قيم الاستهلاك المائي المحتسبة نظرياً الدليل لقيم الاستهلاك المائي المحتملة تحت ظروف مناخية معينة.
إن الري الناجح يجب أن يبدأ بتحديد كمية الماء التي يحتاجها النبات ثم تجهيز هذه الكمية ومن العوامل التي تؤثر على الاحتياجات المائية للنبات هي:
أ. الظروف المناخية (درجة الحرارة، الرطوبة النسبية، سرعة الرياح، كمية الأمطار، شدة الإشعاع الشمسي)
ب. نوع النبات وطول موسم النمو
ج. نسبة سطح التربة المغطى بالنبات
د. خصائص التربة
هـ. العوامل الطبيعية
و. طريقة الري المستعملة وانظمة تجهيز المياه المتبعة
ز . كفاءة الري
اذ يعتبر تقدير الاحتياجات المائية للنبات احدى اهم الخطوات التي يجب القيام بها عند التخطيط لتنفيذ انظمة الري المختلفة. وتشمل احتياجات الحقل الإروائية والاستهلاك المائي للمحصول والضائعات المائية المختلفة وكميات المياه الاخرى التي تضاف لأغراض محددة كمتطلبات الغسل.
ان احتياجات الري هي كمية مياه الري اللازمة لإيصال رطوبة التربة في المنطقة الجذرية إلى حدود السعة الحقلية. أي أنها تمثل الفرق بين رطوبة التربة عند السعة الحقلية وبين رطوبة التربة عند الري.
كم يحتاج النبات من الماء ؟
تبدأ عمليات الري الكفوءة بتقدير ما يحتاجه النبات من الماء ثم محاولة تجهيز وإيصال هذه الكمية الى النبات .
ان مقدار الحاجة من الماء اي كمية الماء التي يجب اضافتها عند الري تتحدد بطريقتين هما :
1) تقدير الاستهلاك لمائي الفعلي للمحصول
2) تقدير الرطوبة المستنفذة من التربة ومحاولة تعويضها
وهنالك ثلاثة عناصر او عوامل اساسية تؤثر على فترات الري ومقدار الكمية المضافة من الماء وهي: حاجة النبات للماء، جاهزية مياه الري و قابلية التربة على مسك الماء في المنطقة الجذرية ومن الطبيعي أن تستنفذ المياه المضافة من التربة بمعدلات تختلف تبعا للعوامل التالية: نوع المحصول ومرحلة نموه وطبيعة جذوره ، ظروف التربة (خاصة النسجة) والظروف المناخية المختلفة.
تهدف عملية الري الى المحافظة على اعلى مستويات النمو المحصول من خلال توفير رطوبة التربة بالمستويات المناسبة والمتيسرة ، لذا يجب أن تجري عمليات الري عند الموعد المناسب وبالكمية الملائمة . ان الممارسة السليمة للري تحصل عندما يستنفذ بحدود نصف كمية الماء الجاهز، وترتبط معدلات الاستنفاذ بالدرجة الأساسية بنسجة التربة ففي الترب خشنة النسجة حيث يكون الاستنفاذ سریعاً تصبح الحاجة ماسة لتقريب فترات الري وبالعكس للترب ناعمة النسجة. أن تقديره متى يجب أن نروي ترتبط بمرحلة نمو النبات اضافة لنوع التربة ومحتواها الرطوبي، فمن المرغوب اضافة الماء على فترات متقاربة في المراحل الأولى لنمو النبات وتقليل معدلات اضافة الماء في المراحل الأخيرة (مرحلة النضج). يختلف الاستهلاك المائي من محصول لآخر وتبعة لمرحلة نمو النبات حيث يلاحظ أن الاستهلاك المائي يستمر في الزيادة في مرحلة النمو الخضري حتى يصل الى اقصى ما يمكن في مرحلة الازهار ثم يبدا بالانخفاض بعد مرحلة النضج وعليه فأنه عند زيادة اعماق الجذور فان تكرار الري لغالبية المحاصيل يبقى ثابتة خلال مرحلة النمو الخضري و الازهار، ويتحقق اعلى انتاج عندما نحقق كفاية الري في هاتين المرحلتين، أما في مرحلة النضج فان المجموع الجذري للنبات يكون عند اكبر عمق بينما يصبح الاستهلاك المائي منخفضة حيث يقلل من الاحتياجات المائية للمحصول ومن تكرار الري وينتهي الري تماما في مرحلة النضج الجاف، حيث يعتمد النبات على الرطوبة المخزونة في التربة.
Post a Comment